أحمد ياسين.. أسطورة صنعت من ضعفها قوةً منحت "حماس" صمودًا وعزيمةً
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أحمد ياسين.. أسطورة صنعت من ضعفها قوةً منحت "حماس" صمودًا وعزيمةً
لقد لحق استشهادَ الشيخ ياسين تأييدٌ كبيرٌ لحركة "حماس"، ليس على الصعيد الفلسطيني فحسب، بل على صعيد الأمتين العربية والإسلامية كلها؛ فالجميع بدأ يتساءل عن "حماس"؛ هذه الحركة التي زلزلت بنيان الاحتلال، فبدأت في الانتشار بصورةٍ كبيرةٍ، حتى أصبح معظم الفلسطينيين محسوبين عليها؛ إن لم يكن انتماءً فتأييدًا وتعاطفًا؛ لما تمثِّله من مقاومةٍ وصمودٍ وثباتٍ على الثوابت الفلسطينية ورفضٍ لمسيرة التسوية مع الاحتلال.
وقد كان لاستشهاد الشيخ ياسين عديدٌ من ردود الأفعال أجمعت على أن دماءه مثَّلت قودًا جديدًا للمقاومة.
ياسين.. المولد والنشأة
ولد الشيخ الشهيد أحمد ياسين عام 1938م في قرية الجورة قضاء المجدل المحتلة، ولجأ مع أسرته إلى قطاع غزة بعد حرب 1948م، وتعرَّض الشيخ في شبابه لحادثٍ أثناء ممارسته الرياضة، نتج منه شلل جميع أطرافه شللاً تامًّا، وقد عمل مدرسًا للغة العربية والتربية الإسلامية، ثم خطيبًا ومدرسًا في مساجد غزة، وأصبح في ظل الاحتلال أشهر خطيبٍ عرفه قطاع غزة؛ لقوة حجته وجسارته في الحق، كما اختير رئيسًا لـ"المجمع الإسلامي" في غزة، وكان له نشاط متميز في الدعوة إلى الله عز وجل.
اعتقل الشيخ أحمد ياسين عام 1983م بتهمة حيازة أسلحة وتشكيل تنظيمٍ عسكريٍّ، والتحريض على إزالة الكيان الصهيوني من الوجود، وقد تم محاكمة الشيخ الشهيد أمام محكمةٍ عسكريةٍ صهيونيةٍ أصدرت عليه حكمًا بالسجن لمدة 13 عامًا، إلا أنه أُفرج عنه عام 1985م في إطار عملية تبادلٍ للأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، بعد أن أمضى 11 شهرًا في السجن.
وقد أسَّس الشيخ أحمد ياسين مع مجموعةٍ من النشطاء الإسلاميين الفلسطينيين تنظيمًا لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة في العام 1987م، وتعرَّض للتهديد بالإبعاد؛ حيث داهمت قوات الاحتلال منزله أواخر شهر آب (أغسطس) 1988م، وقامت بتفتيشه وهدَّدته بنفيه إلى لبنان.
وبعد شهور، وتحديدًا في ليلة 18/5/1989م اعتقلت سلطات الاحتلال الشيخ أحمد ياسين مع المئات من أبناء حركة "حماس"، في محاولةٍ لوقف المقاومة المسلَّحة التي أخذت آنذاك طابع الهجمات بالسلاح الأبيض على جنود الاحتلال ومغتصبيه واغتيال العملاء، وأصدرت المحكمة العسكرية الصهيونية في 16/10/1991م عليه حكمًا بالسجن مدى الحياة مضافًا إليه 15 عامًا بعد أن وجَّهت إليه لائحة اتهام تتضمن 9 بنود؛ منها التحريض على اختطاف وقتل جنود صهاينة، وتأسيس حركة "حماس" وجهازيها العسكري والأمني.
وظل الشيخ ياسين في السجون حتى أفرج عنه فجر الأربعاء 1/10/1997م بموجب اتفاقٍ جرى التوصل إليه بين الأردن والكيان الصهيوني للإفراج عن الشيخ مقابل تسليم عميلين صهيونيين اعتقلا في الأردن عقب محاولة اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس".
شهيدٌ ينعى شهيدًا
قال الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في حق الشيخ ياسين: "لقد كان الشيخ أحمد ياسين رمزًا إسلاميًّا كبيرًا في حياته، وقد أصبح باستشهاده معلمًا بارزًا فريدًا في تاريخ هذه الأمة العظيمة"، وأضاف الرنتيسي بُعيد استشهاد الشيخ: "لم يخبرنا التاريخ عن قائدٍ صنع من الضعف قوةً كما فعل هذا العالم المجاهد.. هذا القائد الذي لم يؤمن يومًا بالضعف المطلق لأي كائنٍ بشريٍّ، ولا بالقوة المطلقة لكل من يتصف بأنه مخلوق".
وأشار الرنتيسي -الذي استُشهد بعد شهر من حديثه- إلى أن الشيخ استنهض الشعب الفلسطيني المستضعف ليقارع الاحتلال بالحجر والسكين، ثم بالبندقية، ثم بحمم قذائف الهاون وصواريخ "القسام"، وأضاف: "لقد صنع الشيخ من ضعف هذا الشعب قوةً لم يعد في مقدور محور الشر الصهيو- أمريكي تجاهلها، وبدأ هذا المحور الإرهابي الظالم في الشعور بالقلق الشديد على مستقبل مخطَّطاته الشيطانية".
وبيَّن الشهيد الرنتيسي أن الاحتلال الصهيوني أخطأ خطأً فادحًا عندما تجرَّأ على اغتيال الشيخ ياسين، ونوَّه أن "الاحتلال لا يتعلَّم من الماضي.. لقد قتلوا الأنبياء من قبل ولكنهم فشلوا في إطفاء النور الذي جاءوا به، فلن يَجْنِ هؤلاء القتلة من محاولة إطفاء النور المنبعث من هذا الجسد النحيل جسد الشيخ المجاهد أحمد ياسين، بل إن هذا الحدث الكبير سينقل الصراع إلى مرحلة أكثر تقدمًا".
دماء ياسين رسالةٌ للتوحد
أما خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" فقد أكد أن دم الشيخ ياسين رسالةٌ للتوحد ورصِّ الصفوف، وقال: "ها هم القادة يقدِّمون أرواحهم من أجل الله ثم من أجل تحرير فلسطين، وإن استشهاد الشيخ القائد ياسين بعد صلاة الفجر من يوم الإثنين المبارك لهو تأكيدٌ لأن هذا الاستشهاد لن يزيد الحركة إلا قوةً وصلابةً وصمودًا، والثبات في طريق الجهاد والمقاومة والمضي قدمًا في تحرير كل شبرٍ من أرض فلسطين الحبيبة".
وقال مشعل: "ليعلم الاحتلال أنه واهن إذا ما فكَّر في كسر إرادة شعبنا الفلسطيني"، مؤكدًا أن الحماقات الصهيونية إنما هي إثباتٌ واضحٌ على أن الكيان فقد عقله بالإمعان في الجريمة، داعيًا الشعب الفلسطيني إلى ضرورة التوحد خلف المقاومة الفلسطينية.
"حماس" ماضيةٌ في المقاومة
من جهته، قال محمود الزهار القيادي في حركة "حماس" إن جريمة اغتيال الشيخ ياسين كانت متوقعةً، مبيِّنًا أنها لن تحيِّد حركة "حماس" وقادتها عن برنامج المقاومة ضد العدو الصهيوني"، مضيفًا: "الاحتلال وقادته يقولون إن الشيخ ياسين يستحق الموت وإنه يهدِّد وجودهم في المنطقة، ولكننا نقول إن الشيح شهيدٌ عند الله، وهو حيٌّ يُرزَق، وإن الذي سيموت هو الاحتلال وقادته المجرمون الذين ارتكبوا الجرائم والمذابح ضد شعبنا الفلسطيني".
وعبّر الزهار عن تأكيده أن اغتيال الشيخ ياسين ما هو إلا دليلٌ على فشل الحكومة الصهيونية، وأضاف أنه عندما يلجأ الإنسان إلى "العضلات" فهذا قمة الفشل.
نعزِّي الشعب في استشهاد ياسين
الشيخ حامد البيتاوي خطيب المسجد الأقصى المبارك أكد هو الآخر أن اغتيال ياسين لن يوهن من عزائم الشعب الفلسطيني البطل؛ فقد سبق أن اغتال الصهاينة قادةً من حركة "حماس" ولم تتوقَّف المقاومة، بل تصاعدت، مطالبًا الشعب الفلسطيني بالاستمرار في المقاومة والجهاد والتوحد والتمسك بدينه وثوابته؛ ليكون النصر حليفهم بإذن الله.
وأضاف البيتاوي موجهًا كلامه إلى الحكام والقادة العرب أن الصهاينة لن يكتفوا باغتيال الشيخ ياسين، بل إنهم يطمحون إلى المزيد من الاحتلال للدول العربية مثل الأردن وسوريا وغيرها، مضيفًا: "ولكن ما يخفِّف من مصيبتنا ومصيبة كل أحرار العالم أن هذه الشهادة كانت أمنية الشيخ القائد أحمد ياسين، الذي نعزِّي شعبنا الفلسطيني في استشهاده"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن المقاومة لن تتوقف؛ "لأننا أصحاب الحق، والاحتلال أصحاب الباطل".
روح ياسين ستبقى حية
بينما أكد رأفت ناصيف ممثل حركة "حماس" في محافظة طولكرم أن اغتيال الشيخ ياسين جريمةٌ بشعةٌ، وأضاف: "إن "حماس" وهي تعلن عن حزنها لفراق جسد الشيخ المبارك لتؤكد أن روحه ستبقى حيةً، وأن المبادئ التي غرسها فينا ستبقى كما أرادها، ولن تنال هذه الجريمة من إصرار "حماس" وكل قوى شعبنا الفلسطيني"، مشيرًا إلى أن الشيخ نذر حياته منذ نعومة أظفاره لخدمة شعبه وأمته ورفع لواء المقاومة والجهاد في مواجهة الاحتلال، وأنه غرس فيهم روح الجهاد والاستشهاد.
دماء ياسين لن تضعف المقاومة
من جانبه، أكد الدكتور يوسف القرضاوي أنّ دم الشيخ أحمد ياسين لن يذهب هدرًا، بل سيكون نارًا ولعنةً على الاحتلال وحلفائه، مشددًا على أن "استشهاد أحمد ياسين لن يضعف من المقاومة كما يتوهَّم الاحتلال، بل سيرون بأعينهم أنّ النار ستزداد اشتعالاً".
وأضاف: "اغتيال الرجل القعيد جريمةٌ وتجسيدٌ لإرهاب الدولة الصهيونية، ونذيرٌ ببداية النهاية للطغاة"، مشيرًا إلى أنّ "أمريكا شريكةٌ في المسؤولية عن هذه الجريمة وما سبقها من جرائم؛ فالاحتلال يرتكب مجازره بسلاح أمريكا، ومال أمريكا، وتأييد أمريكا، ولو كنت قاضيًا يحكم في هذه الجريمة ويحاكم القتلة والجناة فيها، لكان المتهم الأول عندي فيها هو بوش".
وقال القرضاوي: "على العرب أن يصحوا من سكرتهم، وأن يخرجوا من كهفهم الذي ناموا فيه طويلاً؛ ليؤدوا ما عليهم نحو إخوانهم، بل نحو أنفسهم؛ فقضية فلسطين قضية الأمة كلها".
وقال مخاطبًا قادة الاحتلال: "لقد ارتكبتم الفعلة التي لا يغفرها أحدٌ لكم، وإنّ في ذلك لبشرى لنا، وتدميرًا لكم، ورُبَّ ضارة نافعة، وعلى الباغي تدور الدوائر".
الشيخ الشهيد قائدٌ عالمٌ وعاملٌ مجاهدٌ
أما محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين، فقد نعى الشيخ ياسين، وقال إن "الأمة العربية والإسلامية فقدت ابنًا بارًّا من أعز أبنائها، وقائدًا فذًّا من خيرة قادتها، وعالمًا ربانيًّا وعاملاً مخلصًا، ومجاهدًا قلَّ نظيره على مدار التاريخ".
وأضاف عاكف: "لقد كان الشيخ الشهيد نموذجًا للإيمان في استعلائه وشموخه وعزِّه، ودليلاً على قدرة الإسلام العظيم على صياغة النفوس وقوة الإرادة، ومضاء العزم واستنهاض الهمم، وتجاوز الصعاب واستشراف النصر، وتغيير الواقع وتحويل مسار التاريخ".
وأضاف: "نرجو أن تكون روح الشيخ الطاهرة قد تعانقت مع أرواح إخوانه السابقين حمزة ومصعب وسعد بن معاذ، وروح شيخه وإمامه حسن البنا، وأرواح أصحابه وأبنائه الأبرار يحيى عياش وصلاح شحادة وإبراهيم المقادمة وريم الرياشي وغيرهم من شهداء هذه الأمة المباركة".
وأشار عاكف إلى البناء الذي بناه الشيخ ياسين قائلاً: "قد أثمر جهاد الرجل وصحبه، ولم تَضِعْ تضحيات أبنائه ودماؤهم"، وأضاف: "لقد توحَّدت الأمة كلها في مشاعرها الفيَّاضة خلف الشيخ الشهيد؛ تودِّعه بقلوبها، وتعاهده على استمرار المسيرة، وإن الدم المُراق لن يذهب هدرًا، وأعداؤنا يعلمون ذلك، وقد كان في شهادته -كما كان في حياته- عاملاً على توحيد القوى والجهود في الوطن المحتل، وكانت جنازته المهيبة تعبيرًا حرًّا عن وفاء ذلك الشعب المجاهد لشيوخه وقادته ومناضليه، ومن خلفهم ملايين المسلمين والأحرار في العالم كله تدعم جهادهم وتتحرَّق شوقًا لمشاركتهم".
وقد كان لاستشهاد الشيخ ياسين عديدٌ من ردود الأفعال أجمعت على أن دماءه مثَّلت قودًا جديدًا للمقاومة.
ياسين.. المولد والنشأة
ولد الشيخ الشهيد أحمد ياسين عام 1938م في قرية الجورة قضاء المجدل المحتلة، ولجأ مع أسرته إلى قطاع غزة بعد حرب 1948م، وتعرَّض الشيخ في شبابه لحادثٍ أثناء ممارسته الرياضة، نتج منه شلل جميع أطرافه شللاً تامًّا، وقد عمل مدرسًا للغة العربية والتربية الإسلامية، ثم خطيبًا ومدرسًا في مساجد غزة، وأصبح في ظل الاحتلال أشهر خطيبٍ عرفه قطاع غزة؛ لقوة حجته وجسارته في الحق، كما اختير رئيسًا لـ"المجمع الإسلامي" في غزة، وكان له نشاط متميز في الدعوة إلى الله عز وجل.
اعتقل الشيخ أحمد ياسين عام 1983م بتهمة حيازة أسلحة وتشكيل تنظيمٍ عسكريٍّ، والتحريض على إزالة الكيان الصهيوني من الوجود، وقد تم محاكمة الشيخ الشهيد أمام محكمةٍ عسكريةٍ صهيونيةٍ أصدرت عليه حكمًا بالسجن لمدة 13 عامًا، إلا أنه أُفرج عنه عام 1985م في إطار عملية تبادلٍ للأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، بعد أن أمضى 11 شهرًا في السجن.
وقد أسَّس الشيخ أحمد ياسين مع مجموعةٍ من النشطاء الإسلاميين الفلسطينيين تنظيمًا لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة في العام 1987م، وتعرَّض للتهديد بالإبعاد؛ حيث داهمت قوات الاحتلال منزله أواخر شهر آب (أغسطس) 1988م، وقامت بتفتيشه وهدَّدته بنفيه إلى لبنان.
وبعد شهور، وتحديدًا في ليلة 18/5/1989م اعتقلت سلطات الاحتلال الشيخ أحمد ياسين مع المئات من أبناء حركة "حماس"، في محاولةٍ لوقف المقاومة المسلَّحة التي أخذت آنذاك طابع الهجمات بالسلاح الأبيض على جنود الاحتلال ومغتصبيه واغتيال العملاء، وأصدرت المحكمة العسكرية الصهيونية في 16/10/1991م عليه حكمًا بالسجن مدى الحياة مضافًا إليه 15 عامًا بعد أن وجَّهت إليه لائحة اتهام تتضمن 9 بنود؛ منها التحريض على اختطاف وقتل جنود صهاينة، وتأسيس حركة "حماس" وجهازيها العسكري والأمني.
وظل الشيخ ياسين في السجون حتى أفرج عنه فجر الأربعاء 1/10/1997م بموجب اتفاقٍ جرى التوصل إليه بين الأردن والكيان الصهيوني للإفراج عن الشيخ مقابل تسليم عميلين صهيونيين اعتقلا في الأردن عقب محاولة اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس".
شهيدٌ ينعى شهيدًا
قال الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في حق الشيخ ياسين: "لقد كان الشيخ أحمد ياسين رمزًا إسلاميًّا كبيرًا في حياته، وقد أصبح باستشهاده معلمًا بارزًا فريدًا في تاريخ هذه الأمة العظيمة"، وأضاف الرنتيسي بُعيد استشهاد الشيخ: "لم يخبرنا التاريخ عن قائدٍ صنع من الضعف قوةً كما فعل هذا العالم المجاهد.. هذا القائد الذي لم يؤمن يومًا بالضعف المطلق لأي كائنٍ بشريٍّ، ولا بالقوة المطلقة لكل من يتصف بأنه مخلوق".
وأشار الرنتيسي -الذي استُشهد بعد شهر من حديثه- إلى أن الشيخ استنهض الشعب الفلسطيني المستضعف ليقارع الاحتلال بالحجر والسكين، ثم بالبندقية، ثم بحمم قذائف الهاون وصواريخ "القسام"، وأضاف: "لقد صنع الشيخ من ضعف هذا الشعب قوةً لم يعد في مقدور محور الشر الصهيو- أمريكي تجاهلها، وبدأ هذا المحور الإرهابي الظالم في الشعور بالقلق الشديد على مستقبل مخطَّطاته الشيطانية".
وبيَّن الشهيد الرنتيسي أن الاحتلال الصهيوني أخطأ خطأً فادحًا عندما تجرَّأ على اغتيال الشيخ ياسين، ونوَّه أن "الاحتلال لا يتعلَّم من الماضي.. لقد قتلوا الأنبياء من قبل ولكنهم فشلوا في إطفاء النور الذي جاءوا به، فلن يَجْنِ هؤلاء القتلة من محاولة إطفاء النور المنبعث من هذا الجسد النحيل جسد الشيخ المجاهد أحمد ياسين، بل إن هذا الحدث الكبير سينقل الصراع إلى مرحلة أكثر تقدمًا".
دماء ياسين رسالةٌ للتوحد
أما خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" فقد أكد أن دم الشيخ ياسين رسالةٌ للتوحد ورصِّ الصفوف، وقال: "ها هم القادة يقدِّمون أرواحهم من أجل الله ثم من أجل تحرير فلسطين، وإن استشهاد الشيخ القائد ياسين بعد صلاة الفجر من يوم الإثنين المبارك لهو تأكيدٌ لأن هذا الاستشهاد لن يزيد الحركة إلا قوةً وصلابةً وصمودًا، والثبات في طريق الجهاد والمقاومة والمضي قدمًا في تحرير كل شبرٍ من أرض فلسطين الحبيبة".
وقال مشعل: "ليعلم الاحتلال أنه واهن إذا ما فكَّر في كسر إرادة شعبنا الفلسطيني"، مؤكدًا أن الحماقات الصهيونية إنما هي إثباتٌ واضحٌ على أن الكيان فقد عقله بالإمعان في الجريمة، داعيًا الشعب الفلسطيني إلى ضرورة التوحد خلف المقاومة الفلسطينية.
"حماس" ماضيةٌ في المقاومة
من جهته، قال محمود الزهار القيادي في حركة "حماس" إن جريمة اغتيال الشيخ ياسين كانت متوقعةً، مبيِّنًا أنها لن تحيِّد حركة "حماس" وقادتها عن برنامج المقاومة ضد العدو الصهيوني"، مضيفًا: "الاحتلال وقادته يقولون إن الشيخ ياسين يستحق الموت وإنه يهدِّد وجودهم في المنطقة، ولكننا نقول إن الشيح شهيدٌ عند الله، وهو حيٌّ يُرزَق، وإن الذي سيموت هو الاحتلال وقادته المجرمون الذين ارتكبوا الجرائم والمذابح ضد شعبنا الفلسطيني".
وعبّر الزهار عن تأكيده أن اغتيال الشيخ ياسين ما هو إلا دليلٌ على فشل الحكومة الصهيونية، وأضاف أنه عندما يلجأ الإنسان إلى "العضلات" فهذا قمة الفشل.
نعزِّي الشعب في استشهاد ياسين
الشيخ حامد البيتاوي خطيب المسجد الأقصى المبارك أكد هو الآخر أن اغتيال ياسين لن يوهن من عزائم الشعب الفلسطيني البطل؛ فقد سبق أن اغتال الصهاينة قادةً من حركة "حماس" ولم تتوقَّف المقاومة، بل تصاعدت، مطالبًا الشعب الفلسطيني بالاستمرار في المقاومة والجهاد والتوحد والتمسك بدينه وثوابته؛ ليكون النصر حليفهم بإذن الله.
وأضاف البيتاوي موجهًا كلامه إلى الحكام والقادة العرب أن الصهاينة لن يكتفوا باغتيال الشيخ ياسين، بل إنهم يطمحون إلى المزيد من الاحتلال للدول العربية مثل الأردن وسوريا وغيرها، مضيفًا: "ولكن ما يخفِّف من مصيبتنا ومصيبة كل أحرار العالم أن هذه الشهادة كانت أمنية الشيخ القائد أحمد ياسين، الذي نعزِّي شعبنا الفلسطيني في استشهاده"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن المقاومة لن تتوقف؛ "لأننا أصحاب الحق، والاحتلال أصحاب الباطل".
روح ياسين ستبقى حية
بينما أكد رأفت ناصيف ممثل حركة "حماس" في محافظة طولكرم أن اغتيال الشيخ ياسين جريمةٌ بشعةٌ، وأضاف: "إن "حماس" وهي تعلن عن حزنها لفراق جسد الشيخ المبارك لتؤكد أن روحه ستبقى حيةً، وأن المبادئ التي غرسها فينا ستبقى كما أرادها، ولن تنال هذه الجريمة من إصرار "حماس" وكل قوى شعبنا الفلسطيني"، مشيرًا إلى أن الشيخ نذر حياته منذ نعومة أظفاره لخدمة شعبه وأمته ورفع لواء المقاومة والجهاد في مواجهة الاحتلال، وأنه غرس فيهم روح الجهاد والاستشهاد.
دماء ياسين لن تضعف المقاومة
من جانبه، أكد الدكتور يوسف القرضاوي أنّ دم الشيخ أحمد ياسين لن يذهب هدرًا، بل سيكون نارًا ولعنةً على الاحتلال وحلفائه، مشددًا على أن "استشهاد أحمد ياسين لن يضعف من المقاومة كما يتوهَّم الاحتلال، بل سيرون بأعينهم أنّ النار ستزداد اشتعالاً".
وأضاف: "اغتيال الرجل القعيد جريمةٌ وتجسيدٌ لإرهاب الدولة الصهيونية، ونذيرٌ ببداية النهاية للطغاة"، مشيرًا إلى أنّ "أمريكا شريكةٌ في المسؤولية عن هذه الجريمة وما سبقها من جرائم؛ فالاحتلال يرتكب مجازره بسلاح أمريكا، ومال أمريكا، وتأييد أمريكا، ولو كنت قاضيًا يحكم في هذه الجريمة ويحاكم القتلة والجناة فيها، لكان المتهم الأول عندي فيها هو بوش".
وقال القرضاوي: "على العرب أن يصحوا من سكرتهم، وأن يخرجوا من كهفهم الذي ناموا فيه طويلاً؛ ليؤدوا ما عليهم نحو إخوانهم، بل نحو أنفسهم؛ فقضية فلسطين قضية الأمة كلها".
وقال مخاطبًا قادة الاحتلال: "لقد ارتكبتم الفعلة التي لا يغفرها أحدٌ لكم، وإنّ في ذلك لبشرى لنا، وتدميرًا لكم، ورُبَّ ضارة نافعة، وعلى الباغي تدور الدوائر".
الشيخ الشهيد قائدٌ عالمٌ وعاملٌ مجاهدٌ
أما محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين، فقد نعى الشيخ ياسين، وقال إن "الأمة العربية والإسلامية فقدت ابنًا بارًّا من أعز أبنائها، وقائدًا فذًّا من خيرة قادتها، وعالمًا ربانيًّا وعاملاً مخلصًا، ومجاهدًا قلَّ نظيره على مدار التاريخ".
وأضاف عاكف: "لقد كان الشيخ الشهيد نموذجًا للإيمان في استعلائه وشموخه وعزِّه، ودليلاً على قدرة الإسلام العظيم على صياغة النفوس وقوة الإرادة، ومضاء العزم واستنهاض الهمم، وتجاوز الصعاب واستشراف النصر، وتغيير الواقع وتحويل مسار التاريخ".
وأضاف: "نرجو أن تكون روح الشيخ الطاهرة قد تعانقت مع أرواح إخوانه السابقين حمزة ومصعب وسعد بن معاذ، وروح شيخه وإمامه حسن البنا، وأرواح أصحابه وأبنائه الأبرار يحيى عياش وصلاح شحادة وإبراهيم المقادمة وريم الرياشي وغيرهم من شهداء هذه الأمة المباركة".
وأشار عاكف إلى البناء الذي بناه الشيخ ياسين قائلاً: "قد أثمر جهاد الرجل وصحبه، ولم تَضِعْ تضحيات أبنائه ودماؤهم"، وأضاف: "لقد توحَّدت الأمة كلها في مشاعرها الفيَّاضة خلف الشيخ الشهيد؛ تودِّعه بقلوبها، وتعاهده على استمرار المسيرة، وإن الدم المُراق لن يذهب هدرًا، وأعداؤنا يعلمون ذلك، وقد كان في شهادته -كما كان في حياته- عاملاً على توحيد القوى والجهود في الوطن المحتل، وكانت جنازته المهيبة تعبيرًا حرًّا عن وفاء ذلك الشعب المجاهد لشيوخه وقادته ومناضليه، ومن خلفهم ملايين المسلمين والأحرار في العالم كله تدعم جهادهم وتتحرَّق شوقًا لمشاركتهم".
مسلم 1980- عضو فعال
- عدد الرسائل : 54
اعلام الدول :
المهنة :
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 27/02/2009
رد: أحمد ياسين.. أسطورة صنعت من ضعفها قوةً منحت "حماس" صمودًا وعزيمةً
رحم الله الشيخ الشهيد وكل شهداء فلسطين................اللهم مكن للمقاومه خماس وانصرهم بنصرك ياقوى يا عزيز..................جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الرائع
ehab sarhan- عضو جديد
- عدد الرسائل : 9
اعلام الدول :
المهنة :
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/02/2009
رد: أحمد ياسين.. أسطورة صنعت من ضعفها قوةً منحت "حماس" صمودًا وعزيمةً
ehab sarhan كتب:رحم الله الشيخ الشهيد وكل شهداء فلسطين................اللهم مكن للمقاومه خماس وانصرهم بنصرك ياقوى يا عزيز..................جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الرائع
قلب جرئ- عضو مميز
- عدد الرسائل : 122
العمر : 44
اعلام الدول :
المهنة :
الأوسمة :
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 01/03/2009
مواضيع مماثلة
» صحيفة إيرانية: مشعل قدم تقريرا عن غزة لخامنئي "ولي أمر المسلمين"
» العفو الدولية: التدمير الإسرائيلي لغزة "جريمة حرب"
» لمثل سعيد صيام اخترعوا "أف 16"
» "إسرائيل" تنفذ أكبر عمليات تغيير وتزوير للوجه التاريخي والديني للبلدة القديمة بالقدس
» نتنياهو.. إسقاط حماس مدخل لضرب الأمن العربي
» العفو الدولية: التدمير الإسرائيلي لغزة "جريمة حرب"
» لمثل سعيد صيام اخترعوا "أف 16"
» "إسرائيل" تنفذ أكبر عمليات تغيير وتزوير للوجه التاريخي والديني للبلدة القديمة بالقدس
» نتنياهو.. إسقاط حماس مدخل لضرب الأمن العربي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى